بوزيت مليكة
ولدت مليكة بوزيت يوم 16 أكتوبر 1943 بشارع المسجد العتيق شارع ” محمد العربي بوعبيد ” حاليا مدينة قالمة ، كبرت مليكة و هي حاقدة على الاستعمار و هذا لما شهدته و سمعت عن وحشيته ضد الشعب الجزائري ، درست مليكة بمدرسة ” جورج صاند” مدرسة الامير عبد القادر حاليا ،كانت لها قناعة انه من يريد ان يكون حرا يجب عليه ان يكون مع المجاهدين في الجبال و لذلك كانت تبحث عن وسيلة تجعل منها متميزة و شجاعة و كبيرة بالنظر الى سنها الصغير ( 16 سنة ) ففي نصف رمضان من سنة 1959 و بّأمر من قيادة الثورة في المدينة كلفت مليكة بتنفيذ عملية فدائية بثكنة الجندرمة الفرنسية وسط المدينة بشارع اول نوفمبر حاليا و هي من اصعب العمليات الفدائية التي نفذت داخل مدينة قالمة ،اعتمدت مليكة طريقة بسيطة جدا في ذلك و لكنها ذكية أعدت وجبة الفطور لأحد المقبوض عليهم بثكنة الدرك وضعت القنبلة الموقوتة و اتجهت الى الثكنة ، و جرت العادة أن توضع القفف المعدة للمحبوسين قبل اذان الافطار عند باب الثكنة متسلسلة على الأرض و بعدها تفتش و تدخل الى أصحابها بعد ان يوضع اسم صاحبها على كل قفة .
وضعت مليكة القفة و توجهت الى بيتها منتظرة دوي الانفجار و فعلا مع الاذان انفجرت القنبلة فصارت مليكةتهتف
” الله أكبر … تحيا الجزائر ” و ما ان جاء منتصف الليل حتى داهم جنود الاستعمار بيت مليكة و ليعتقلوها و يسلموها للسفاح ” مينوز ” ـ، و كان التنظيم الثوري بالمدينة يضع يده على قلبه و ينتظر امتحان مليكة مع التعذيب الجهنمي فهل يمكن لها ان تجتاز هذا الامتحان بنجاح ، و فعلا لم يستطع الاستعمار أن يضعفها وتوصلوا معا الى اصدار حكم في حقها بسنة سجن نافذة بالرغم من ان سنها لايسمح بسجنها خرجت مليكة من المحكمة و الأغلال تقيدها الى سجن المدينة و كانت الجماهير الغفيرة قد تجمعت امام المحكمة لرؤية الصغيرة البطلة و تحيتها رغم كل شيء فعلت الهتفات بحياتها و عند وصولها الى باب السجن التفتت مليكة الى الجماهير
و قالت لهم ” كونوا رجالا … تحيا لالجزائر ” ، سجن مليكة و المثل الذي ضربته في الصمود و الشجاعة رغم صغر سنها أدى الى هيبة و حماس في صفوف الشباب القالمي فقد كانت نموذجا لنضال المرأة الجزائرية ، مكثت مليكة سنة كاملة بسجن المدينة و خرجت منه في مطلع 1960 لكنها دخلت طفلة و خرجت امراة ناضجة امرأة أخرى في التفكير و التصميم و الثقة بالنفس و اصرار على مواصلة النضال و الكفاح حتى تحقيق الهدف الذي لن يكون الا بالحرية و الاستقلال
ازدادت مليكة غموضا و سرية و لم تعد عائلتها تعرف شيئا عنها و عن تفكيرها ،و بقي شيء واحدا في عقلها هو الالتحاق بالمجاهدين في الجبل و لكن الامر كان صعبا او شبه مستحيل لان المستعمر كان يحيط بالمدينة و أسوارها وقد كانت الشهيدة كل أسبوع تذهب للتوقيع بثكنة الدرك الفرنسي و منزلهم كان تحت الحراسة الشئ الذي ادى بالعائلة الى النتقال الى منزل جديد بحي شعبي مجاور للمدينة و مليكة كانت تترصد كل الفرص للخروج من هذا الوضع حتى جاءتها فكرة ارتذاء الملاءة السوداء التي يستعملها نساء المدينة و أخذت بطاقة تعريف لامرأة تقطن بجوارها و ركبت الحافلة باتجاه عنابة و منها يمكن الالتحاق بالمجاهدين بالجبلتسلمها المناضلون هناك و ظلت شهرا كاملا ،و لكن لم تستطع أن تفلت من قبضة الحصار الجهنمي المضروب على المدينة و لذلك قررت أن تعود الى مدينة قالمة و مكثت سرا في منزل العائلة الأول مدة لا بأس بها ثم قررت ان تزور عائلتها مستعملة الملاية و كأن احدا وشى بها فاذا بالجيش الفرنسي يضرب حصارا على الحي و يصل في النهاية الى اقتحام المنزل من أجل تفتيشه قالمت العائلة بوضع مليكة داخل حصير الحلفاء الخشن ثم أوقفوه الى الجدار و لان العناية الالهية كانت تحميها لم يكتشفوا مكانها .
و في الــ 13 أكتوبر 1960 بجبل بني مرمي شرق مدينة قالمة عندما اكتشف الجيش الفرنسي مخبأ جنود الأربعة : مليكة بوزيت ، عبد الحكيم عديم اللقب و صالح طوبال
و أحمد بن برغيث أطلقوا عليهم النار فسقطت مليكة شهيدة في ذلك اليوم