عبد الحق قويسم
ولد الشهيد عبد الحق قويسم في 24 /05/ 1931 بمدينة القل ولاية سكيكدة في أسرة جزائرية تعتمد على التجارة كمصدر قوة لها ، دخل المدرسة الابتدائية سنة 1936 وكان مسيرها آنذاك مدير فرنسي يدعى “فريجوار” , واصل تعليمه حتى أنهى المرحلة الابتدائية متحصلا على الشهادة بالفرنسية.
في سنة 1942 ألتحق بالثانوية الوحيدة الموجودة بمدينة سكيكدة المعروفة باسم “كوليج ليسيانى” ثانوية “العربي التبسي حاليا” , وقد أضطر والد الشهيد لبيع قطعة ارض كان يملكها لتوفير حاجياته لمواصلة التعليم الثانوى , بعد حصوله على شهادة التعليم المتوسط سنة 1948 , وفى هذه المرحلة أنضم الشهيد لصفوف الكشافة الإسلامية منذ بداية الأربعينات , أصبح عضوا بها بمدينة القل الذى كان يشرف عليها المناضل “السعيد خن” المدعو “سنيدس” حيث أتيحت له الفرصة للاحتكاك المباشر مع أبناء الشعب الجزائري لتبادل الرأي في أمور السياسة , كانت له علاقة مباشرة مع المجاهد “الزيغد على الطيب” الذى كان مسؤولا سياسيا للحركة بالناحية (حركة الانتصار , كان خلال العطل الدراسية تجرى لهم تربصات تعطى فيها بعض التوجيهات التى تفيدهم و تعينهم على فهم خلفيات الأحداث السياسية . استمر هذا طوال فترة الدراسة بسكيكدة حيث كانت له علاقة مع مجموعة من المثقفين بقسنطينة (عبد الحفيظ بن نبقوس , عبد الرزاق بوحارة , لمين خن , الشهيد عبد الحفيظ عمرانى , خالد زيتوني)إذ كانت علاقة هؤلاء خدمة القضية الوطنية المقدسة. أمتدت العلاقة الى غاية 1952 حيث أستدعى الشهيد لأداء واجب الخدمة الوطنية الإجبارية في الجيش الفرنسي لكنه طلب التأجيل إلى حين انتهائه من الدراسة فرفض طلبه . ألتحق بصفوف الخدمة العسكرية بمدينة قسنطينة إلى غاية 1953 ثم عاد من جديد لمتابعة دراسته الداخلية بالثانوية التقنية بقسنطينة إلى غاية حصوله على الجزء الأول من شهادة البكالوريا سنة 1954 دون التخلى عن ممارسة النضال السياسى سريا , وفى بداية اندلاع الثورة سنة 1954 عمل بالثانوية . في نفس الوقت أوكلت له مهمة التنظيم الطلبة الجزائريين من الثانوية و أعدادهم للوقت المناسب . بدأ الشهيد نشاطه باختيار الطلبة اللذين كانوا على استعداد بالالتحاق بالثورة. كان هذا النشاط قد لفت نظر المسؤولين الفرنسيين و مصالح الأمن لكنه تمكن من أخفاء نشاطاته وأبعاد الشبهات عنه و هذا بفضل تمكنه من أساليب العمل السري , وعندما أكتشف أمره و بدأت السلطات الاستعمارية تضيق الخناق عليه تمكن من الفرار و الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطنى . وهذا قبل الإضراب العام الذى جرى فى 19 ماى1956 الى غاية 1958 بقالمة.
خلال الفترة العسكرية أول خرجة له كانت على المستوى الدولى أين وجد بتونس لأداء مهمة رسمية تمثلت فى جلب الأسلحة الى داخل الوطن هناك ألتقي بالمجاهد الزيغد عبد الحفيظ حيث تحصل على رتبة مسؤول عسكرى على مستوى المنطقة الرابعة فى خلال فترة لاتتعدى السنتين.
قدم الشهيد أثنائها من المنطقة الرابعة الأمر الذى يؤكد بأن الشهيد تحصل على رتبة مسؤول عسكرى للمنطقة
الرابعة بفضل ما يتميز به من خبرة عسكرية و مهارات ميدانية فضلا عن شجاعته بعد انتهاء هذا الاجتماع عين مسؤولا عسكريا للمنطقة الثانية خلفه فى المنطقة الرابعة الشهيد “محمد الصالح الدهيلى”.
وفى شهر أكتوبر 1961 و تقديرا لبطولاته أسندت أليه القيادة للمنطقة الرابعة فى الولاية الثانية برتبة نقيب, فأظهر من جديد نتائج إيجابية على المستويين العسكرى و السياسى . بعد هذه المرحلة من المراسلة الواسعة حيث طور عمليات المواجهة مع العدو. سجل من جديد نتائج إيجابية على المستويين العسكرى و السياسى و من خصال الشهيد أجمع المجاهدون اللذين عايشوه بأنه كان رحمه الله رقيق الإحساس , يهوى الفن له صوت رخيم , كثيرا ما كان يتغنى بأغنية الموسيقار “عبد الوهاب” أحب “عيشة الحرية ” كما كان يحب المطالعة يقرأ” لشكيب أرسلان”.متأثرا بأفكاره كما يتميز بحدة النشاط و الذكاء , الشجاعة ودود يجيد تطبيق حرب العصابات الأمر الذى جعله محل التقدير و احترام من قبل المجاهدين ضباطا و جنودا
واقعة استشهاده :
كانت عند انتقال مجموعة يقودها الشهيد والتي تتكون من 12 مجاهدا، أغلبهم مسؤولون من المنطقة الرابعة بعدما كانوا متمركزين بناحية عين بربر، في اتجاه مقر الولاية الثانية بتراب المنطقة الثالثة بناحية القل لحضور الاجتماع العام للولاية يوم 16 مارس 1962 استشهد عبد الحق قويسم رفقة مجموعة من الشهداء بمنطقة عين زويت بعد اشتباك مع قوت الاستعمار، و يكون بذلك آخر طالب شهيد سقط قبل توقيف القتال بثلاثة أيام.