ولد محمد بوخروبة يوم 23 أوت 1932 بدوار بني عدي بلدية عيـن احساينـية “كلوزال” سابقا بلدية ” هواري بومدين ” حاليا ، الواقعة غرب مدينة قالمة بحــوالي 18 كلم .
وأرسل إلى اقرب كتاتيب القرية ليغترف من مناهل المعرفة الصحيحة على يد الشيخ ” محمد سريدي ثم أرسل إلــى المدرسـة الفرنسية بقالمة حاليا إكمالية “محمد عبده “، وهذا لما بلغ من عمره 6 سنوات عام 1938.
كلل مشواره الدراسي بحصوله على شهادة التعليم الإبتدائي سنة 1946 بتفوق كبير بين اقرانه .
عاد على إثرها إلى بيت أسرته بدوار بني عدي ليواصل حفظ القرآن وتدريس أطفال قريته حتى حل خريف 1948 ليشد الرحال إلى مدينة قسنطينة . إستدعي الشاب محمد عام 1950 لاداء الفحص الطبي الذي أهله للإلتحاق بالخدمة الإجبارية عام 1951 فاخذ يفكر بشيئ من الجد في تطوير تعليمه بالرحيل إلى الأزهر بالقاهرة
غادر مدينة قسنطينة رفقة 03 زملاء له ، في شهر جانفي 1951 دون أن تسمح لـه الاوضاع بتوديع الاهل والخلان ، لم يثنيه عن بلوغ أهدافه الأعاصير ولم ترده التيارات المختلفة ولا الأهواء المتباينة .
إستوقفتهم المحطات التالية : تبسة ، قابس ، بن قردان ،طرابلس ، بن غازي ، مرسى مطروح فالإسكندرية وأخيرا القاهرة التي بلغها بعد أن قطع قرابة 4500 كم ، وكان ذلك في أواخر شهر فيفري 1951.
نشاطه في القاهرة
أقام بوخروبة بالقاهرة ، متخذا من أحد محلات مكاتب تحرير المغرب العربــي مسكنا جماعيا رفقة 05 من الطلبة الجزائريين
تهيكل بوخروبة في مكتب لرابطة المغرب العربي للإستفادة من التكوين السياسي كما انه إستفاد من التدريبات العسكرية التي تقدم للشبان العرب .
هواري بومدين و الثورة التحريرية
ظل محمد وهو طالب بالقاهرة مرتبطا بوطنه الجزائر وبمنحه اليومية من جراء الظلم الإستدماري وقهره لأبناء الشعب الجزائري.
ولما إندلعت ثورة اول نوفمبر تفاعل معها وترجم ذلك بإنضمامه إلى تجمع وطني للطلبة الجزائريين تحت إشراف القائد أحمد بن بلة وإستفاد من خلاله من عدة حصص تدريبية عسكرية وهذا يدخل في إطار إعدادهم عسكريا للإلتحاق بصفوف الثورة .
أختير محمد بوخروبة لمرافقة الفريق الذي سينتقل إلى الجزائر صحبة شحنة من الأسلحة الخفيفة والمتنوعة على متن اليخت ” دينا ” الذي إنطلق يوم 28 فيفري 1955 من ميناء الإسكندرية ليرسى بميناء مليلية بالمغرب ليلة 28 مارس 1955 وهنا تم تفريغ الأسلحة وتحويلها نحو منطقة الغرب الجزائري.
ألحقه العربي بن مهيدي مباشرة بقيادته أوكل أمره إلى نائبه عــبد الحفيظ بوالصوف الذي كلفه بقطاع الإتصال والإستعلامات
ظل يتدرج في سلم القيادة ، فبعد إنعقاد مؤتمر الصومام عين هواري بومدين نائب لقائد الولاية الـ 05 وسرعان ما خلف قائده على رأس الولاية الخامسة برتبة عقيد وعمـره لم يتجاوز الـ 25 سنة وهذا نظرا لتحكمه في زمام الأمور العسكرية والسياسية عبقريته في االتنظيم والتحكم في مقاليد الامور وإستقلاليته في الرأي والمبادرة
بتوليه رئاسة هيئة الأركان العامة وهو أعلى منصب عسكري في الثورة ، بدأ بومـدين يفكر فيما بعد الثورة
( مرحلة الإستقلال ) هذ ما دفعه إلى بناء جيش حديـث قــوي ومنضبط يواجه المخططات العسكرية الفرنسية ويساهم في بناء الدولة الجزائرية بعد إ سترجاع السيادة الوطنية .
دخل هواري بومدين على رأس الجيش الجزائر العاصمة يوم 03 اوت 1962.
حكم بومدين في 19 جوان 1965 إلى غاية ديسمبر 1978 ، تميزت فترة حكمه بالازدهار في جميع المجالات خاصة المجال الزراعي كما قام بتأميم المحروقات ،عمل على تقوية الدولة من خلال الزراعة و الصناعة و الثقافة ،أما عن السياسة الخارجية فقد جعل من الجزائر ركنا للصمود و المواجهة كما كانت الثورة الجزائرية درسًا يُحتذَى به للشعوب المستضعفة .
توفى هواري بومدين صاحب مقولة ” دولة لا تزول بزوال الرجال“ صباح اربعاء 27 ديسمبر 1978 على الساعة الثالثة و ثلاثون دقيقة فجرا و فقدت الجزائر أعظــــــــــــم رجالها.