عبد الحميد بن جميل
ولد الشهيد عبد الحميد بن جميل يوم 15 من شهر جويلية 1937 بحمام أولاد علي بلدية
هيليو بوليس ولاية قالمة ، من أبوين كريمين هما : علي بن محمد بن جميل ،
و أمه الطاوس قناط بنت صالح ، تعلم في مسقط رأسه على يد البشير سريدي ،
بفيرمة بن طبول فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ، كما تتلمذ بزاوية جده
على يد ابراهيم القبايلي و تسمى هذه الزاوية بزاوية جمايلية و كانت هذه الأخيرة
من بعد معقلا للثمن وار و مركزا لأبطال ثورة التحرير
كان منذ صغره الباكر يشعر بتلك الشعلة المقدسة ، حب الوطن ، تأكل قلبه ، و تعتصر نفسه و تبعثه على العمل و كان رحمه الله ذا نفس مرهفة ، فسهل عليه أن يرى ما يعاني شعبه العربي المسلم في الجزائر من بؤس و شقاء ، و أن يستشف ما وراء بعض المظاهر الخداعة من ظلم و إرهاق و محن ، فجعل نفسه وقفا لشعبه ، يعمل في سبيل تخليصه من ريقة الاستعمار بل الاستدمار و الاستعباد ، هذا ما جعله يرفض رفضا قاطعا بمعية واله علي أداء الخدمة العسكرية لما استدعته السلطات الاستعمارية لتأديتها ، و التحق بصفوف المجاهدين المتواجدة بمنطقة حمام أولاد علي هذه هي الوطنية في أسمى معانيها ، فالوطن الذي نبت في أرضه الطيبة و تظلل بسمائه المشرقة و تغذى بثماره اليانعة ، و تفأ ظلال أشجاره الوارفة ، و اتخذ من أصوافه ملبسا و من حجارته مسكنا ، فلا يدع إذ أحبه ، ولا عجب إذا ألفه ، ولكن هل يكفي أن يحب دون أن يعمل لمساعدة المحبوب كلا .
فحب الوطن هو الذي جعله يضحي بشهواته و لذائذه و ماله بل و بنفسه
من أجل وطنه و أمته و هو في ريعان شبابه ، حيث شارك و حارب و
كافح الاستدمار الفرنسي في أماكن شتى و معارك كبرى ، و ذلك في كل
جبل بو زيون و جبال هوارة ، و جبل دباغ و كذلك الحدود التونسية
حيث التحق البطل المغوار بصفوف الثورة المظفرة عند مطلع سنة 1956 م
حيث كافح مع إخوانه المجاهدين فمنهم من استشهد و منهم من بقي
على قيد الحياة سافر عبد الحميد بن جميل إلى تونس مع رفقائه
في سنة 1958 و منها عاد محملا بالعتاد و الأسلحة الحربية إلى أن استقر به المقام جبل دباغ و على وجه التحديد الفلة حملا الأسلحة الثقيلة المسمات بالمدفع الرشاش تحت قيادة الشهيد إبراهيم مدور حيث خاض بقيادة هذا الأخير معركة كثيرة العدد و العدة استعملت فيها أسلحة تدميرية من طائرات و مدافع و قنابل الغاز سقط خلالها 180 جنديا من جنود الاستعمار و استشهد بن جميل عبد الحميد مع قائده ابراهيم مدور بالفلة بجبال دباغ كما استشهد 45 من إخوانه المجاهدين و ذلك يوم 05 ماي 1959