wilaya guelmawilaya guelmawilaya guelma

عبد المجيد كحل الراس

ولد المجاهد عبد المجيد كحل الراس بمدينة واد الزناتي  سنة 1930 تعلم القران الكريم و هو صغير،  و في   الطفولة تغذى  برحيق النضال الذي كان يومها ، و قد كان لبعض الاحداث تأثيرا على الطفل عبد المجيد  ليقتنع أن المستعمر لا يجب ان يبقى على أرض الجزائر الطاهرة مثل تأسيس جمعية العلماء المسلمين  الجزائريين  و”المؤتمر الاسلامي” وبرنامج “بلوم /فيولات” وميلاد حزب الشعب الجزائري سليل نجم شمال إفريقيا

ولم تكد تأتي سن المراهقة حتى اندلعت الحرب الامبريالية الثانية وما زخرت به من نشاط ثوري كإنشاء لجنة الوحدة والعمل في شمال إفريقيا، ولجان الشباب، والجيش العربي الثامن وغيرها من الآليات التي أحدثها مسئولو حزب الشعب الجزائري  يومها، كامتداد للجنة الخضراء التي كان قد أوصى بتأسيسها المؤتمر المنعقد  في شهر يوليو سنة 1938 والتي أسندت ئاستها  في ذلك الحين إلى السيد ” مسعود بوقادوم“.

بطولاته

هكذا عايش عبد المجيد كل هذا النشاط الثوري، يلاحظ تطوراته من قريب لأن محيطه الضيق كان فاعلا في تلك المدينة  التي عرفت بالانضواء تحت لواء الحركة الوطنية والتي كان السلف الصالح ، ممثلا في الشيوخ: المولود مهري، وعبد الرحمن بن العقون، و سعيد كحل الراس ، يسهر على إبقائها درة في تاج النضال بالمنطقة خاصة و في سائر ربوع الجزائر  عامة.
كانت مدينة وادي زناتي واحدا من مسارح مجازر الثامن 8  ماي 1945 الأساسية ، تأكد المراهق من أن الاحتلال لا يعرف سوى 
لغة العنف ، ولذلك  و في سن مبكرة انظم المجاهد عبد المجيد كحل الراس إلى صفوف حزب الشعب الجزائري  . ولم يفعل  ذلك إلا لأن هذا الأخير كان    يرفع شعار ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ” وينادي بضرورة العمل  بجميع الوسائل من أجل استرجاع الاستقلال الوطني وإعادة بناء الدولة الجزائرية.
وفي مدينة قسنطينة  حيث رحل لمواصلة الدراسة في المعهد الكتاني لم يتخل عن النضال بل استمر ينشط بقوة وفعالية في

خلية الطلبة التي كان يشرف عليها وينشطها مسؤولو حزب الشعب الجزائري  لأجل ذلك ، وبمجرد أن وقعت الأزمة السياسية

التي قسمت هذا الأخير وكادت أن تقضي على آمال المناضلين في الحرية و الانعتاق  كان ،من الوعي والفطنة والذكاء بحيث

 لازم الحياد رافعا شعار “وحدة الصف قبل كل شيء ” ولا مكان للاختلاف العقيم الذي يقود إلى الموت البطيء، ثم انضم

 عن إدراك ودراية  إلى اللجنة الثورية للوحدة والعمل . و شرع في الاستعداد للانتقال إلى مرحلة الكفاح المسلح .

و عندما تقرر اندلاع الثورة التحريرية  كان عبد المجيد واحدا من المقربين إلى الشهيد مراد ديدوش في عملية التوعية  والتجنيد . كانت الأوضاع غامضة ، في ذلك الحين ، وكان الالتزام صعبا والإمكانيات شبه منعدمة. وعلى الرغم من ذلك فإنه أدى المهمة على أحسن وجه  و استطاع ،بسرعة  أن يربح ثقة الشهيد ” يوسف زيغود ” الذي خلف القائد الشهيد مراد ديدوش على رأس منطقة الشمال القسنطيني. ونظرا لكفاءاته الفكرية والاجتماعية والميدانية ولكل ما كان يتحلى به من صدق وإخلاص وطبائع حميدة ، قربه  قائد الولاية قبل استشهاده ، وكلفه بكثير من المهام السرية الخطيرة زيادة على مسئولياته الجهادية .
   شارك المجاهد في هجومات 20 أوت 1955 الى جانب الشهيدين يوسف زيغود و عمار قوقة ورفيق الدرب العقيد صالح بوبنيدر، يعد القنابل والمتفجرات استعدادا للأيام المشهودة التي أفشلت مخطط جاك “سوستيل” الذي كان يحلم 
 بالقضاء السريع و المحقق على الثورة .
وأثناء مخطط شال الجهنمي الذي جند كل إمكانيات الجيش الفرنسي، كان عبد المجيد عضوا بارزا في قيادة الولاية الثانية التي آلت مسئوليتها إلى رفيقه  صالح بوبنيدر ” صوت العرب “.  1958-1962 وبتلك الصفة ، فإن آراءه السديدة، ومواقفه الحكيمة وقدرته الكبيرة على التنقل بين وحدات جيش التحرير الوطني التي أمرت بالتحول إلى مجموعات خفيفة ،قد شكلت عطاء معتبرا لإحداث التضامن الضروري بين المجاهدين وقياداتهم، وساعدت على تجسيد الفعالية اللازمة التي صانت الولاية قادة وجنودا ، وفوتت الفرصة على القائد الأعلى للقوات الفرنسية الذي كان قد تعهد كتابة،أمام الجنرال ديقول بأن ستة أشهر كافية للإتيان على الثورة بجميع أشكالها وإعادةالجزائر فرنسية كما كان يحلم بها الغلاة .
وحين شهر الجنرال ديقول برنامج قسنطينة سلاحا اقتصاديا كافيا،في اعتقاده ، لجعل جماهير ال
  شعب تنفض من حول جبهة و جيش التحرير الوطني، فإن تنقلات الرائد عبد المجيد عبر مختلف أنحاء الولاية وحرصه على إبقاء العلاقات متينة ومكثفة مع المواطنات والمواطنين،ولقاءاته المتواصلة مع المجاهدين في جميع المستويات ،كل ذلك كان عاملا أساسيا في تبديد أحلام الحكومة الفرنسية و تحويل سلبيات المخطط إلى إيجابيات استفاد منها الشعب دون المس بمصالح الثورة .
وبعد استرجاع الاستقلال الوطني ، عرضت عليه مناصب سامية كثيرة ، لكنه رفضها واختار الحياة المدنية مع التركيز على معالجة بقايا الرصاص الذي أصاب رئتيه في إحدى المعارك الكثير ة التي كان يخوضها بشجاعة طوال الفترة الممتدة من نوفمبر 1954 إلى جويلية  1962 .

انتقل المجاهد الى جوار ربه بتاريخ 05 ديسمبر 2006 بعد مرض عضال ألزمه الفراش  ووري جثمانه بمقبرة العالية.